Archive for 13 جويلية, 2008

أين مكاننا اليوم ..؟؟؟

جويلية 13, 2008

كم حرك في هذا النموذج الذي رسمه الدكتور جاسم سلطان الكثير من الأسئلة ..

كنت في السابق أرى أن الصحوة هي النهضة , وأننا بوصولنا للصحوة نكون قد وصلنا لمرحلة تمكننا من إعادة العزة للاسلام ..

لكنني أدركت لاحقاً أن هناك قضايا أكبر من قضية الصحوة , وأنها ليسا المخرج النهائي للمشاكل التي كنا ولازلنا نعاني منها في واقعنا ومحيطنا اليوم ..

وأن الصحوة ما هي إلا مرحلة من مراحل النهضة لا ينبغي الوقوف عندها والمراوحة في نفس المكان ..

للأسف هذا ما أراه اليوم واضحاً جلياً في الواقع الاسلامي , فالكل مستبشر بالصحوة “المباركة” , والكل يظن أنها هي المنقذ من حالة التخلف التي نعيشها اليوم على كافة الأصعدة ..

للأسف هذا الخلل في التفكير من وجهة نظري سبب عائقاً لنهضة الأمة أكثر من كون الصحوة من المفترض أن تكون عاملاً دافعاً لعجلة النهضة , ولذلك أصبحت اليوم الكثير من الحركات الاسلامية بأطيافها تراوح في هذا المكان منذ سنوات دون أن تتضح لها الرؤية التي تقودها إلى المرحلة اللاحقة ..

فالكل يدور في فلك (الالتزام – التربية) ثم ماذا ؟؟؟ (الالتزام – التربية)

الذي يعيش في أوساط الصحوة (سرورية – إخوان – تبليغ – …..) يرى بأن هذه أكبر القضايا التي تشغل بالهم اليوم , فالمنضم لأي من أطياف الصحوة لن يجد في أجندتها شيء سوى هذه المعادلة (إلتزام ديني “مظهري أحيانا” – تربية – ما بعد التربية)

الإلتزام الديني :

تحرص الأجواء الصحوية في بداية استقطابها للمريد أن تشعره بأريحية الأجواء , من غير اشارة للالتزام لا من قريب ولا من بعيد في فترة تسمى فترة (التعارف والتآلف) تسود فيها البرامج الترفيهية حتى يكون هناك تقبل لاحقاً للبرامج الجادة التي تبدأ في الضرب على وتر التدين لدى الشخص لكي يصبح (شخص ملتزم) وعلامة الالتزام هي (تربية اللحية وتقصير الثوب) , ومهما كان الانسان صالحاً ومحافظاً فيبقى في نظر الكثير (غير ملتزم) لافتقاده (مظهر من مظاهر التدين الشائعة في السعودية فقط) ..

كنا اذا سألنا عن شخص أو سُئلنا عنه في بداية معرفتنا به نجيب أو نتلقى الجواب بأنه (ملتزم) استناداً على قصر ثوبه وطول لحيته , على الرغم من جهلنا به تماماً ..

وغالباً ما يكون هذا هو الهدف الأول الذي تسعى إليه كافة المناشط الصحوية في بداية استقطابها للأفراد ..

التربية :

وتلك هي المرحلة الأكثر برامجاً والأكثر ثراء من ناحية الكم والتي يتلقى فيها الشخص البرامج التي (تقوم سلوكياته الخاطئة وتعزز السلوكيات الجيدة لديه) وتشتمل على البرامج (الإيمانية الروحية – السلوكية الأخلاقية) وهي المرحلة التي تبقى ولا تنتهي أبداً في تكرار عجيب للبرامج بنفس الأساليب – غالباً – مع تعدد شرائح المتلقين وأحياناً كثيرة تتكرر أيضاً (نفس المواضيع) ..

وهذه المرحلة التي يصر (أبناء الصحوة) على أن الكل لابد أن يمر بها حتى يعمل للاسلام في نهاية الأمر – وإن كان الوضع قد تغير نوعاً ما مؤخراً – لكنها لازالت من الثوابت التي لا ينبغي تجاوزها , وهي للأسف مرحلة عائمة غير محددة لا بوقت ولا بضوابط ولا بمؤشرات ..

ما بعد التربية :

تأتي هذه المرحلة كمرحلة مكملة للمرحلتين السابقتين فالناتج يكون أحد هؤلاء :

شخص ملتزم ويصلح للتربية : هذا يعود لكي يمارس نفس الطريقة السابقة ولكن على شرائح جديدة وقد يكون في أماكن جديدة إن لم يتسن له العمل في نفس المكان ..

شخص ملتزم ولكن غير مربي : يوجه إما للأعمال الخيرية أو المهام التي لا تتطلب تربويات (مهام ادارية – تنسيقية ….)

شخص غير ملتزم وغير مربي : يهمل تماماً في الأجواء وسيان حضوره وغيابه إن لم يجد نفسه أصلاً خارج هذه الأجواء بقدرة قادر ..

فئة مختلطة من الفئات السابقة : تصبح همومها شخصية بعيداً عن الأجواء الجماعية , فإما أن تبدأ مشاريعها الشخصية , وإما أن تنشغل بهمومها الخاصة ..

هذه الدورة اللامتناهية في عالم “الصحوة” اليوم هي التي كان الدكتور جاسم سلطان يحاول أن يزيل الغمة التي تكتنفها , فرمي بالتخريب وبالتنظير , وأصبح “عدو التربية الأول” فقط لأنه أثار الكثير من التساؤلات التي ليس لها أجوبة واضحة من قبل الذين يعملون للاسلام وهم نتاج “الصحوة المباركة” ..

من هذه الأسئلة سؤاله عن (التربية) وهل هي شرط لازم لكي يعمل الانسان في النهضة .. ؟؟؟؟

اقرأ ما كتبه هنا  (رسالة التربية الفعالة)

والسؤال ..

هل لازلنا نرى أن (الصحوة) هي نهاية المطاف .. ؟؟؟؟

وهل أدبياتها اليوم وآليات عملها ممثلة في الأطياف الكبرى ستقود إلى نهضة الأمة .. ؟؟؟؟

لست أحصر نهضة الأمة على أحد لكنني أرقب تحركات هذه الكتل الكبيرة في المشهد العام للصحوة “المباركة”

الدين .. إذ يكون مخدراً

جويلية 8, 2008

المتأمل في نصوص الكتاب والسنة بالذات فيما يتعلق بالحقوق ومشروعية المطالبة بها , وفيما يتعلق بالقيم العظمى كالعدل ونصرة الحق ومحاربة الظلم والوعيد للظالمين يجد أن هناك تراثاً هائلاً من النصوص التي تحث على إعلاء هذه القيم والتمسك بها بل والمطالبة بها في حال غيابها كحق مشروع وفرض واجب هو من أساسيات الدين الذي تواطأت النصوص على تثبيته والأخذ به ..

بل وكانت أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر وضوحاً تجاه هذه القيم وتجاه تطبيقها في الصورة المثالية للمجتمع المسلم التي كانت ولا زالت النموذج الذي يحكي لنا التماهي بين النص والتطبيق على أرض الواقع ..

فالنصوص القرآنية أكثر من أن تحصر كقوله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) وهذا قمة العدل في الأمر به مع المعادي الذي نبغضه فكيف بمن ليس بيننا وبينه عداوة .. ؟؟؟

ومن الأحاديث القدسية قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ….)

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما …..)

وأما أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في السيرة فأكثر من أن تحصى في إبراز هذه القيم والمحافظة عليها وصيانتها وعدم التعدي على أي منها , وما مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم في “حلف الفضول” وقوله صلى الله عليه وسلم : “لو دعيت إلى مثله في الاسلام لأجبت” إلا أكبر دليل على علو هذه القيم وفرضية المحافظة عليها للحفاظ على نسيج المجتمع المسلم والدولة بشكل عام مترابطة ومستقرة ..

فمالذي تغير .. ؟؟؟؟؟؟؟

ألسنا نقرأ ذات القرآن الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟؟؟؟

ألسنا نحفظ أحاديثه التي تأمر بهذه القيم .. ؟؟؟؟

ألسنا نقرأ سيرته التي تجسد “الصورة المثالية” للحاكم العادل والذي يراعي تطبيق كل هذه القيم .. ؟؟؟

إذاً مالذي حدث .. ؟؟؟؟

لماذا برزت إلينا مفاهيم جديدة تلوي أعناق النصوص , وتغيب البعض الآخر والذي لا يوافق هوى فئة معينة .. ؟؟؟

ما يحزنني حقيقة هو أن “الدين” أقحم في الصراعات السياسية واستخدم كأداة لتجييش الناس ضد بعض الأفكار “غير المرغوب فيها” والتي ليس لها ما يعارضها صراحة من نصوص الدين قطعية الثبوت والدلالة , وأصبح (سيف المتكلمين باسم الدين) مسلطاً على رقاب الجميع بحكم أنهم يدعون أنهم الأعلم بما قال الله وقال رسوله ..

ليس الملوم هنا الناس البسطاء الذين الذين تتحرك عاطفتهم تجاه كل ما يأتي باسم الدين بغض النظر عن المتكلمين باسمه هنا إن كانوا محقين أم لا , وإنما الملومين هم أولئك الذين أدلجوا الدين , وأدلجوا النصوص القدسية لكي تأتي متطابقة مع هوى أولئك المستفيدين من كل هذا , والطامة الكبرى حينما يوجد مع كل هذا رفض لكل ما هو مخالف للرأي (المؤدلج) في اقصائية بغيضة تنبئك عن مدى “الجريمة” التي يرتكبها هؤلاء حينما يصبحون هم فقط الذين يسمح لهم (بالكلام عن الله) ..

أخشى ان ضربت الأمثلة أن تضيق الفكرة من ضيق المثال ..

نصرة المظلومين >>>>> إثارة فتنة

وسائل التعبير والاحتجاج السلمي >>>>> خروج على الحاكم

انتقاد الفهم القاصر للدين >>>>> علمانية أو ليبرالية

رفع شعارات حقوق الانسان والاستنصار بهم >>>>> عمالة مع الغرب واستعداء على المسلمين

والأمثلة كثيرة لمن يمعن النظر في الخطاب الديني السائد في البلد , والذي قام في الأصل على تحالف (ديني – سياسي) ولازال الكل يحفظ العهد إذ بقاء أحد هذه الأطراف مرهون ببقاء الطرف الآخر ..

سأقف هنا وأترك لكم المجال ,,

سؤال ..

جويلية 2, 2008

سماحة المدونين والمدونات الفضلاء والفاضلات

قدس الله سركم جميعاً

سائل يسأل ..

..

هل “السلفية” مرحلة زمنية مباركة .. أم هي مذهب اسلامي .. ؟؟؟؟؟

..

أفتونا مأجورين ..